كنت الأسبوع الماضي في حديث مع أحد الأطباء ، أنهى قريباً برنامج الزمالة “التدريب” في أحد تخصصات الجراحة في الرياض. والآن هو في طور البحث عن فرصة للقبول لإكمال تدريبه في الولايات المتحدة ” ، الذي هو حلم الأغلبية منا:)”
لن أغوص معكم في تفاصيل القبول ، فلستُ في هذه التدوينة أتحدث عن الفرص وطريقة التقديم لبرامج التدريب هناك. لكنّي ساًُطلِعكم على الوضع بشكل عام ، لأصل إلى النقطة التي أريدكم أن تستوعبوها معي.
التدريب في هذه الدولة يتطلب اجتياز اختبار يتكوّن من ثلاث خطوات ، وكل خطوة “فيها حقها من الغثاثة وثقالة الدم”. صديقي “الطبيب” الذي كنت أتحدث معه ، استطاع أن يجتاز هذه الاختبارات خلال فترة تدريبه في الرياض ، استطاع التوفيق بين واقعه ، وصنع مستقبله.
أُخبرنا “من بعض من سبقنا” أنه من المستحيل أن تكون قادراً على التجهيز لهذه الاختبارات إلا في فترة ضيقة أثناء دراستك الجامعية “خلال إجازات الصيف”. ومتى ما تجاوزت هذه المرحلة ، وتخرجت من الجامعة ، فأنت الآن في ورطة كبيرة ، وقد حكمت على نفسك بالمكوث في هذا البلد طيلة فترة عملك وتدريبك كطبيب، وبات الاستعداد لهذه الاختبارات بعد التخرج أمراً شبيهاً بالمستحيلات ، لأن حياتك القادمة مليئة بالأعمال والأشغال “الطبية وغير الطبية” ، ولا تمتلك الوقت اللازم لذلك ، أبدا!.
أنت ببساطة سوف “تنقع” في الرياض أبد الدهر.
وبناء على ما سمعت ، تكونت لدي هذه القناعة ، وبدأت رسم الخطط وعمل التضحيات بناء على ذلك.
وعندما بدأت الحديث مع ذلك الطبيب ، واكتشفت أنه قام بما كنت أظنه “وما نُقل إليّ” أنه من المستحيلات ، ظهر على وجهي علامة استغراب ، ونطق لساني بالسؤال العظيم الذي نسأله دائما:
“وشلون قدرت توفّق؟ من وين جبت الوقت للدارسة؟!!“.
هنا جاء رده بثقة الدنيا:
“يا حبيبي، في حياتك ، أنت من يخلق الوقت، أنت من يصنعه. إذا أردت الحصول على ذلك الشيء، فأنت كليّا قادر على البحث عن وقت له. يا محمد: لا يوجد شيء يستحيل إنجازه ، مهما عظُم”.
توقّفت حينها عن الحوار ، وبدأت أفكّر في هذه الدرر.
لماذا إذاً علّمونا استحالتها ؟
لماذا هوّلوا الموضوع و “كبّروا السالفة” ، وهي من أبسط الأمور ؟
لم أعتب حينها عليهم، ولم ألُمهم ؛ لأننّي أنا المخطئ كليّاً. أنا من صدق بوجود المستحيل، وأنا من وضع خططه بناء على آراءٍ شخصية ، ونسيت إعمال الواقع والعقل.
ما أردت الوصول إليه:
كثيراً ما نقابل في حياتنا من يخبرنا أن الوقت لا يكفي لهذا العمل وذاك. ونسمع دائماً تلك الجمل تتردد:
“ليس هناك وقت” ، “من المستحيل أن تُوَفِّق بين هذا وذاك” ، “لن تستطيع الإنجاز، أعمالك كثيرة!”.
وبدون أن نجرّب ، نميل إلى تصديقها. ننسى أننا نمتلك قدرات هائلة ، ونتجاهل أننا قادرون على الوصول إلى المستحيل ، ونميل فقط إلى تصديق ما يقولونه.
هذا يا أصدقائي: مجرد استسلام !!!
تعلّمت من صديقي:
أن الوقت موجود متى ما آمنّا بوجوده. وأننا قادرون على الإنجاز متى ما قررنا استغلاله باحترافيّة، وأننا متى ما رتبنا أولوياتنا بشكل صحيح ، فإننا -بإذن الله- سنصل إلى ما كنّا نحلم به.
فلنتوقف عن مجرد الاستماع، ودعونا نؤمن بذواتنا.
وسنرى يا أعزّتي المستحيل. سنرى الوقت يتسع لكل شيء.
دمتم مؤمنين بذواتكم.
🙂
كلام جميل ، وتنظيم الوقت من اهم الامور والانسان اذا كان مهتم بامر ماء فانه يستطيع ان يوفر له الوقت .. والانسان حيث يضع نفسه . محبك عبدالله
إعجابإعجاب
رائع , بالفعل نحن من نصنع الوقتنحتاج فقط للتمسك والعمل على مانسعى اليهونثق بقدرتنا رغم كل شيء .شكراً محمد
إعجابإعجاب
كلام تملأه الدرر والفوائد والتفاؤل , صحيح ان الاصغاء للمثبطين هو مضيعة الوقت بذاته .. سلم قلمك محمد
إعجابإعجاب
شكرا لكم ..سعيد بمروركم وإعاجبكم 🙂
إعجابإعجاب
كلمات رائعة جميل أنني مررت هنا 🙂
إعجابإعجاب
شكرا أختي ريم ..سعيد بمرورك 🙂
إعجابإعجاب
مرحباً بقلمك المميز في عالم التدوين..تدوينه رائعة و ملهمة، هكذا أنت رائع و ملهم..دمت بود، وتقبل مروري المتواضع يا صديقي
إعجابإعجاب
نحن نصنع الوقتونصنع معه مستقبلناشكرا د.محمد ابدعت فامتعت
إعجابإعجاب
ترتيب الاولويات….شكرا لك أخ محمد
إعجابإعجاب
شركة كشف تسربات المياه بأبهاشركة كشف تسربات المياه بابهاشركة مكافحة حشرات بأبهاشركة مكافحة حشرات بمحايل عسيرشركة كشف تسربات المياه بمحايل عسيرشركة كشف تسربات برجال ألمع
إعجابإعجاب
شركة مكافحة حشرات برجال ألمعشركة كشف تسربات المياه بجازانشركة مكافحة حشرات بجازانشركة رش دفان بجازانشركة كشف تسربات بأبهاكشف تسربات المياه بأبها
إعجابإعجاب
شركة كشف تسربات بمحايل عسيركشف تسربات المياه بمحايل عسيرشركة كشف تسربات المياه برجال ألمعكشف تسربات برجال ألمعشركة كشف تسربات بجازانكشف تسربات المياه بجازان
إعجابإعجاب